الكاتب: محمد بوعلي
الضحايا
قَادَنِي صُرَاخُ الضحايا
لأرعى أفكاري في الصحراء بعصا القوافل
مبتسما ابتسامة القهر
راقصا رقصة الجندي المذبوح بالعزلة
باحثا عن استعارات نيتشه
متوجسا من فحش الآتي
تلاحقني يوكي أونا بقلم لائحة ضحاياها
ولا تعرف أن لي موعدا مع المنية على قنة الجبل
وأن الدُّب القطبي صديقي
نكاية في كلاب الأسكيمو
أنا ومن أنا ولست سوى أنا بأنة الأنا
من نطفة أمشاج
من تراب الطين
أحاور الضحايا من شرفة المنجرة
يا معشر الضحايا
حالكم حال أولئك المبتورين من العقل
تحتفلون بالنصر فوق جثت أجدادكم
الأجداد الذين ودعونا بعزهم
وتركوا لنا الضحايا
يصرخون في عز النهار على بياض ذنوبهم
والآن
سيقودني قلمي إلى أرضي
إلى مملكتي
أقضم تفاحة المجازات
بطعم الكناية في منفى الاستعارة
قرب مواعيد كافور
في عز ديجور المعري
هناك الفراغ يلتهم الحياة بقبلة الوداع
هناك أنتظر العائدين من الحصاد
وأنا أبتسم من ظهر أمي
بشفتين ملطختين بتراب الجيران
الجيران الذين ودعونا برقصات المحبة
وها أنا مازلت وحيدا
ومازالت عزلتي توقظني في غسق الليل
وقلمي ينتظر شرارتي
ومازال صوت جدي في أدني
وهو يلعن الحياة بدمعته الآخيرة
نصائح عمي وهو يدخن سجارته الآخيرة
حسرة الأندلس وهي تودع إشبيلية بسيفها الحافي
وها أنا بذكريات الشوق
أنقح حذائي من ثقل تراب السأم
وأتبع جنازات هذا الوطن الشريف
بنشيد الجندي المدفون في الصحاري
وأرفع راية النصر لأفكاري
وأبتسم في وجه الضحايا
بالابتسامة التي فازت بوسام اليأس
وها أنا على رقعة الشطرنج
أحتفل بنصري على الضحايا
وأنتظر المنية ليرتاح القلم والمداد من سرياليتي القاتمة
......
محمد بوعلي (طالب باحث)