!Happy Birthday

الرئيسية إبداعات شعر!Happy Birthday
الرئيسيةإبداعاتشعر!Happy Birthday

!Happy Birthday

!Happy Birthday

 الكاتب: جمال برشيد

 

!Happy Birthday

 

عفوا سيدي "الأنا"

تَأَلَّمْتَ وتَأَمَّلْتَ يَوْمَ وُلِدْتَ هُنَا

وكيف كُنتَ... فَأَصْبَحْتَ تتقاسم إرث الأحزان معنا

لَمْ يُحْتَفَلْ بعيدك، ذكرى حَلْوَى أحلامك

والشموع الباكية سَوَّدَت كَفَنَكَ

فصار الاحتفاء رثاء لروحك

هَدِيَّتُكَ؟

أَلِفْ...لَامْ ... مِيمْ

في حفل تتمناه في دار النعيم  

أيها الحكيم الحميمْ

......                                                                                                                                                                                           

جمال برشيد   07-12-2024

<< العودة إلى الصفحة السابقة

شارك الصفحة على :

تعاليق

احمد حمزاوي

قراءة في قصيدة " Happy birthday" للشاعر: جمال برشيد لقد اختار الشاعر جمال برشيد لقصيدته التي بين أيدينا عنوانا: (Happy birthday )، والعنوان وإن بدا مادة مألوفة (مقطع أغنية ) تردد في مناسبات عيد الميلاد، في مختلف الثقافات تعبيرا على التهنئة بهذا العيد، تفيد ترجمتها الى العربية التمني للمحتفى به سنة سعيدة، إلا أنه غني من حيث الدلالة، منفتح على قراءات يستدعيها النص نفسه. والعنوان معزولا عن النص، يحيل على عيد الميلاد، على طقس احتفالي – لا يخلو من الحلوى (كعكة) وإطفاء الشموع المصاحب لسؤال الامنيات – يحمل معاني الفرح والمرح والرقص وكل ما يعبر به عن السعادة... ويختزل رموزا كتجدد الميلاد ومرور الزمن والتوق الى المستقبل والامل المستمر في الحياة. اما في علاقته بالنص فيأخذ معنى او معان أخرى... قد يجليها سبر اغوار النص ويكشف عنها تبدأ القصيدة بـ ... (عفوا سيدي "الأنا) يحضر "لانا" في القصيدة سيكولوجيا كـذات الشاعر، (الأنا الشخصية غير المعلنة)، ويحضر كذات الأنا الآخر أو ذات الشاعر المعبر عنها (الأنا المعلنة).. وتحضر العلاقة بينهما وان كانت جد منفتحة الى حد الحميمية (علاقة بينذاتية)، كعلاقة متعلم بحكيم (أيها الحكيم الحميمْ)، مبنية على الاحترام والتوقير (عفوا سيدي "الأنا"). وفي لحظة صدق المشاعر يتفجر حوار بين الأناتين بين "أنا" الشاعر و"اناه الاخر" "الحكيم"، حوار يكسر القاعدة المتعارف عليها في علاقة الفرد بحكيم او حكماء... فقد جرى العرف ان يتكلم الحكيم ويُنْصت إليه، ولكن في القصيدة يبدو الوضع مختلفا، فالأنا "السيد...الحكيم" هو من يُنْصِت...لـ"الأنا" يبوح في لحظة صدق وصفاء بما يعتصر "الأنا الأخر الحكيم" من ألم بوح – وإن جري مجرى مواساة الذات ورثاءها، وما أصعب أن ترثي الذات نفسها- يلامس في عمقه وفي بعده الانساني سؤالا: كيف ندرك وجودنا بالألم؟ الأنا والانا الآخر يشتركان في الـ "هُناَ" ( وُلِدْتَ هُنَا ). والـ"هنا" لا يحيل على المكان او الجغرافيا وما تختزنه من عوامل مادية ونفسية واجتماعية فقط، بل تحيل على الوجود ذاته… فانا الشاعر وأناه الاخر يشتركان في الوجود... يشتركان في الـ(ألف.. لام.. ميم..) يشتركان في "الأَلَم "... (تَأَلَّمْتَ وتَأَمَّلْتَ يَوْمَ وُلِدْتَ هُنَا وكيف كُنتَ... فَأَصْبَحْتَ تتقاسم إرث الأحزان معنا) والألم يبدو في هذه القصيدة، كأنه حالة جسدية حسية او نفسية، متلبسة بالذات متشابكة ومتداخلة مع وجودها، موجودة بوجودها، يشكل (أي الألم) أشياءها (أي الذات) على طريقته هو، ويرتب ابعداها على وقعه هو… فيحيل عيد الميلاد تجربةَ حزن ... ويحيل طقس الشموع، طقسَ بكاء ونحيب داخلي...ويحيل طقوس الاحتفاء والفرح، طقس رثاء... ويبدو أيضا حقيقة وجودية حتمية لا تتحرر منه الذات الا بتجربة الموت تنقل الذات لا إلى العدم بل إلى وجود غير هذا الوجود الارضي... وجود بلا ألم… "دار النعيم". (في حفل تتمناه في دار النعيم) وهذا "الوجود بلا ألم" هو من يعطي للألم الحتمي المتلبس بوجود الذات، معنى آخر... معنى الابتلاء والاختبار، فالذات حين تتألم إنما تختبر وتمتحن، فيكون الألم بذلك يقظة ضمير الذات تجعلها ترجو وتخاف املا وطمعا في "وجود بلا ألم"، في حفل أبدي متجدد سرمدي، في سعادة أبدية، (في دار النعيم). إن دلالة العنوان " Happy birthday" - استنادا الى ما سبق - تتجاوز ما قد يحيل عليه مجرد طقس حفل ميلاد في وجودنا الأرضي وما يصاحبه من الامنيات بالسعادة واستمرار الحياة، وما يتخلله من مظاهر البهجة والفرح التي لا تنسينا في الواقع الألم الحتمي الوجودي ولكن تخدرنا للحظات فننسى خلالها الألم ... الى ما قد يحيل عليه الحفل الأبدي السرمدي، حيث السعادة الأبدية ... ولا ألم يعتصر ذواتنا، فالانا تشتاق ذاته الى هذه السعادة السرمدية... وتعي ان الذات إنما تدرك وجودها بالألم عندما تحول هذا الألم الى لذة (بالمفهوم الصوفي للكلمة)... أو عندما يفجر الالم فيها "الابداع" (بالمفهوم الصوفي للكلمة) الذي يورثها "الوجود بلا ألم" يورثها "دار النعيم"... "السعادة الأبدية" أحمد حمزاوي

رد

زكية

قصيدتك رائعة حقًا!

رد

اترك تعليقا




إنسخ رمز التحقق

VOISYp

© جسور - 2025 - جميع الحقوق محفوظة.