الكاتب: د. عبد السلام فزازي
آه منك أيتها السعادة..!
لا أومن البتة بشرح القضية بالنقيض، والحال أنها مجرد مقاربة تقربنا من مفاهيم أعمق من العمق، إلا أننا في أمس الحاجة لهذه الثنائية التي بني عليها الكون بأسره، فالسعادة مثلا هي التي تجعلنا نعيش كل يوم مطلين من العلالي على أمل جديد وبعمل جديد،.. كاذب من يدعي على أنه في حل من عيش حياته، كل حياته دون الرجوع إلى الوراء، مستحضرا الذكريات السعيدة، ونحن نخرج من قمقم الشقاء، لنقيم موازنة تجعلنا نمسك العصا من الوسط، وهي عملية استئناسية مساعدة، auxiliaire، وكما يستئنس بالضبط المتدين كائنا من كانت ديانته، بسعادة إنسانية غالبا ما تكون عبرالشكر والصبر والاستغفار..
فالسعادة باعتبارها "فضيلة" موجودة بين رذيلتين:" افراط- وتفريط"، كما يقول الفلاسفة وعلماء الأخلاق، والتي ارتكزنا عليها في مقالنا هذاعموماً؛ غالبا ما نجدها في الإحساس بالمتعة والانبساط، وهي عموما تطمئن القلب، وتشرح الصدر، وتريح البال، وهي الرضا في آخر المطاف بكل شيء.
وباعتبار هذه المفاهيم المجردة، هي أصلا من تجعل مثلا "السعادة" نصا مفتوحا على حد قول "اومبيرتو ايكو"، وهكذا نجد أنفسنا نجنح في تفسيرنا نحو منبعها من القلب، ما دامت جوهرا شعوريا ناتج عن عمل يحبه الإنسان بل يعيش من أجله إن علا وإن سفل على حد قول الفقهاء؛ ومن يدري يا ترى قد يكون ناتجاً عن شيء قام به آخرون لشخص ما كما يذهب السوسيولوجيون، أو بالأحرى غالبيتهم، مما يجعل الانسان يحكم على حياته بأنها حياة جميلة ومستقرة وخالية من الآلام والضغوط في عالم متشابك ومعقد.
.....