الكاتب: مصطفى الزين
أحلام الحلزون
(إلى صديقتي: حلزونة ، عدَّاءةِ المسافات الطويلة)
عَلى ظهْري!
مَنْ يَرْمي..
يَرْفَعُ..يُعْلِي
هَذِي الْأَحْمَالْ؟
عَنْ ظَهْرِي
مَنْ يَرْمِي
يَطْرَحُ
هَذِي الْأثْقالْ؟
مَنْ هَذا الْأفَّاكُ الْفَتَّاكُ ؟
مَنِ الدَّجَّالُ الْمُحْتَالْ؟
يَا قَدَرِي
ظَهْرِي
قَبْرِي
يَابَـيْتِي الْكُنْتُ خَفِيفاً أَحْمِلهُ
وَالْكَانَ حَفِيفاً يَحْمِلُنِي
مُذْ كُنْتُ وَكَانْ
هَا صِرْتَ وَسْواساً
يَسْكُنُنِي
يَسْجُنُنِي فِي قَهْرِ كَفِّ السَجَّانْ؟
أأعُودُ إِلَى الْبَحْرِ؟
أالبْحْرِ حَزِينٌ
مِثْلِي سَجِينٌ
فِي أيْدِي الْدَّجَّالِ الْمُحْتَالْ
وَالْبَرُّ حَزِينٌ
ألْكُلُّ ..الْكُلُّ سَجِينُ
يَا حَلَزُونُ
يَا إِنْسَانْ
وَالْأَرْضْ؟
وَأَبْناءُ الْأَرْضِ
وَأشْياءُ الْأرْضْ
هَاهِي تَحْتَ أَضْرَاسِ الْقَرْضْ
أَلفِئْرَانُ..الْجُرْذانُ
تَنْهَشُ قَلْبَ الْحَلَزُونِ الْمَحْزُونِ
الْإنْسَانْ
وَالْفِئْرانْ
جُرْذانُ الْقَرْضْ
أسنانٌ.. أنيابٌ.. أضراسُ
في فكِّ ضَبُعٍ
مَسْخِ آلِيٍّ عملاقٍ دجَّالْ
مَانْفكَّ يُضَبِّعُنا .. يُصْبينا ..يَسْبِينَا
نَحْنُ حَلَازينَ الْبرِّ والْبحْرِ
مَانْفَكَّ يُثَقِّلُ أَظْهُرَنَا
فَوْقَ مَنَاكِبِهَا ..وَمَراكِبِهاَ
وثَنايا هَذِي الْأُمِّ الْأَرْضْ
مَانْفَكَّ يُطبِّع هَذا الْمَسْخُ الْمَسْخَ
وَتَقُولُ رِيحُ الضَّبْعِ الْمُنْتَنَةُ
خلْفَ قَوَاريرِ الْعِطْر؛ ِ
رِيحُ الدَّجَّالِ الْمْحْتالْ:
هَا التَّضْبِيعُ وَالتَّطْبِيعُ
يَصِيرَانِ كَمَا الطَّبْعُ طَبِيعَتَنَا
فِي فَكِّ الضَّبْعْ
هَا الْأرْضُ صَارَتْ قِدْراً
فِي النَّارْ
وَتَحْتَ النَّارِ
وَفَوْقَ النَّارْ
تُغْلَى بِالتَّدْرِيجِ عَلَيْنَا
نَمُوتُ وَنَحْنُ الأحْياءُ
أَوْ نَحْيَا كَالْأمْواتْ
لَسْنا نَدْري أَنْ نَرْمِي
بِالْأحْمالِ..بِهَاالْأثْقالْ
أو نَرْمِي كَيْف؟ بِأَنْفُسِنَا مِنْهَا؟
فَالتَّطْبِيعُ مَعَ الْغَلْيِ
وَقُيودِ الْأثْقالْ
صَارَ طَبْعاً ، هُوَ بِالذَّاتِ الطَّبْعْ
والْقِدْرُ صَارَتْ قَدَراً مَقْدُوراً
فِي فَكِّ الْمَسْخِ الضَّبْعْ
لَكِنْ، عَلَّ تَنْتَفِضُ الْأمُّ الْأَرْضْ
تَنْفُضْنَا عَنْ هَذَا الظَّهْرْ
-نَحْنُ الْمَضْبُوعِينَ فِي الْقِدْرِ-
وَهَذَا الْمَسْخَ الضَّبْعْ
عَلَّ ..يَمُوتُ الْعِمْلاَقُ الضَّبْعْ
يَنْقَرِضُ كَالدِّنَصُورِ.. الْمَامُوثِ
وَالْأقْرَانِْ
الْبُدْنِ حَمَّالِي أَثْقالِ الْأبْدَانْ
تَمُوتُ مِنَّا أَعْدَادٌ..
لاَ يُحْصيها الْعَدّْ
وَيَعِيشُ أَفْرَادٌ أَفْذَاذٌ
مِنَّا ، نَحْنُ عَدَّائِي مَسَافَاتِ الْبُطْءِ
حَلاَزِينَ الْبَرْمَاءِ
الصَّوَّاماتِ المُصْطَبِرَاتِ
نُسَبِّحِ لله فِي السَّمَواتِ
رَبِّ الْأَكْوَانْ
نُحْيِي الطَّبْعَ
نَحْيَا طَبْعاً فِي الطَّبْعِ
يَحْيا يَعيشُ الحَلُزُونُ الإِنْسَانْ /.
......
صفرو- الأربعاء 31 ماي 2023
*يمكن اعتبار هذا النص جزءً ثانيا من قصيدة سابقة بعنوان: "إرم بذاتك، وتذكرها قبل تَرَخْوَن"