الكاتب: عب اللطيف البطل
أكتب
و أنت جالس،
أكتب،
وأنت تخطو،
أكتب،
وإذا جفت محبرتك،
أكتب بالعرق الذي تَحْلُبُهُ
من ثدي
الخطوات،
وإذا نفد الورق،
أكتب،
فوق هذيان الرمل،
أكتب،
وأجعل من الحروف
حبيبات،
قدمها قربانا للرياح العاتية،
لعلها تنقل لكل لِسَانٍ
عدوى الرقص،
على أرجل
الكلمات.
أكتب في العمق،
لا تبال بالمدى،
واترك الكتابة تغزُ
عوالمك المنسية،
تستحم بحمقك،
تكتم صوت الصدى،
تتعقب خيوط الوهم،
في مساحيقِ وجهٍ
غجرية،
تُسَكِّنُ وجع الحلم،
ترعی أوشام المحو،
تستقطر رحيق الأذی،
تنسج للخيال
هُوِّيَّة،
تصنع من كل رَجُلٍ
قبيلةً،
ومن كل هدفٍ
وسيلةً.
أكتب فوق صفيحة الماء
الفضية،
خُطَّ طلسماً
يعرِّي وَجَعَ
التُّراب في جِلْدِ
نَرْسِيسْ،
لا تكترث للرقصات اللغوية،
لا تهتم بالموسيقى البلاغية،
فقط أكتب،
فالكتابة هبة
إِلَهِيَّة،
أكتب لِتُعَلِّمَ الأعمى
مكر البصر،
لتنظف البحر
من عَرَقِ المطر،
قدرك يتربص بك،
فأكتب، وحدد لك موقعا
على خريطة النسيانِ
والضجر،
أكتب حتى
لا تصير عبدا
للفراغ.
......
....