الكاتب: أشرف واسيني
نهوض من رماد
انهزمتُ…
فأطفأتِ الريحُ شعلة دربي،
وانفرطت الأحلام من بين كفي
كما ينفرط عقد من ضوء.
جلستُ على عتباتِ الخيبة،
أرسمُ على رمادِ الهزيمةِ
خارطةً جديدةً للغدِ،
وأعيدُ ترتيبَ شظايا قلبي
لأبني سفينةً تُبحرُ بي
نحو الأفقِ البعيد.
انهزمتُ…
لكنَّ الهزيمةَ ليست نهايةَ الحكاية،
بل صمتٌ يسبقُ هديرَ الانتصار،
كفصلٍ جاف
يروي الأرضَ بمطرِ الانتظار.
صبرتُ…
وكان الصبرُ نافذتي نحو الضوء،
رغم زحام العتمة،
رغم أصواتِ الريحِ التي تُخبرني:
“لا جدوى من المضي!”
لكنني أدركتُ
أن اليأس وَهْمُ العاجز
وأن الفجر يكتب نفسه
حين نصبر على الليل بما يكفي.
وتفاءلتُ…
فالألمُ درس
ينحت في الروح معنى القوة،
والسقوط جسر
نمر عليه نحو السماء.
وكل جرح جديد
ليس سوى قنديل
ينير الدرب لمن يأتي بعدنا.
انهزمتُ…
لكني قمت،
وكل خطوة أخطوها الآن
هي طعنة أمل
في قلب الهزيمة.
......
بقلم: أشرف واسيني (طالب باحث)