الكاتب: الطاهر لكنيزي
عُنْفُوانُ الْحَنين
لِهَزيمِ الْغِيابِ
عُواءٌ كَسيحٌ
وَنَبْضٌ فَضوحٌ
وَعُكّازَةٌ مِنْ صَدى
يَعْتَلي سَطْوَةَ الْبَوْحِ
دونَ سِحالٍ
وَيَشْرَعُ أَبْوابَ روحي
عَلى قارِعاتِ الْجِراحِ الَّتي شُحِذَتْ
كَمخالِبِ يَأْسٍ
لِتَنْهَشَ خِصْرَ شُجوني
ضِباعُ الظُّنونِ
إذْ تَعوجُ عَلى
خَلَواتِ الْمَساءِ الَّتي حَمُضَتْ
مِثْلَ بَوْسَةِ ريحٍ عَقور
كُلَّما قَطْقَطَتْ حَجَلاتُ الْحَشا
في فَيافي النَّوى
طَفِقَ الشّاعِرُ الْغِرُّ يَرْفو
فُتوقاً بِجَيْبِ الْخَيالِ
يُدَوْزِنُ حِسّاً نَشازاً
تَدَلّى بِذَيْلِ الْمَجازِ
وَيَبْكي كَنَبْعٍ وَليدٍ
تَوَسَّدَ صَمْتَ الصُّخورِ
وَصَدْرَ الْمَدى
فَعَلى سُرَّةِ الطّينِ
سالَ صَقيعُ الْحَنينِ رَخِيّاً
كَرَغْبَةِ حَقْلٍ
تَفُكُّ غَدائِرَهُ
تَسْتَبيحُ لَواعِجَهُ كُلَّ صُبْحٍ
أَنامِلُ شَمْسٍ
تُخاتِلُ سِرْبَ الغَمامْ
وَعلى طُرَّةِ الطّرْسِ طِفْلٌ
يُرَمِّمُ طَيْفَ هَشاشَتِهِ
يَتهَجّى الرَّمادَ الّذي
ذَبَّجَتْهُ الْفَراشاتُ
في دَفْتَرِ الْعِشْقِ
مِنْ ثَبَجٍ مائِجٍ
للشُّموعِ الدَّميعَةِ
لَمَّا مَلامِسُها لَحَسَتْ
زَهْرَةَ النّارِ
والنّورِ ذاتَ دُجى.
......
......